يتيح رسم تفاعلي استكشاف الحجم الهائل للكون الذي نعيش فيه، والحصول على بعض التقدير لمكاننا الصغير بداخله، وعندما نبتعد عن منظورنا البشري نرى أن المدينة التي بدت ذات يوم غامرة للغاية هى مجرد نقطة صغيرة على صخرة وسط مليارات أخرى مثلها، وعلى نطاق الكون، يمكننا أن نرى أن عدد النجوم المشابهة لنجومنا أكبر من جميع حبات الرمل الموجودة على الأرض.
وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، فإن الخريطة التفاعلية الجديدة تحمل عنوان “مقياس الكون”، وقد أنشأها عالم الكمبيوتر كارى هوانج، لمعرفة مدى صغر حجمنا مقارنة بالعالم من حولنا.
يمكن من خلال الخريطة استكشاف العالم على المستوى المجهري، حيث إنه عند التكبير يمكن رؤية كل شيء بدءًا من البكتيريا وصولاً إلى الجسيمات الأساسية التي يتكون منها الكون، وأضاف العالم ميزة لمعرفة المزيد حول أي كائن تراه، من خلال الضغط فوق أي من الصور التي ستظهر لك مربع حقائق يحتوي على معلومات إضافية، ويمكنك أيضًا الاستمرار في تحديد كائنات أصغر أو أكبر لتكبيرها وتصغيرها.
بينما ننتقل إلى الخارج من حجم الإنسان، فمن المدهش مدى السرعة التي نبدو بها صغارًا إلى حد التلاشي، ومع وصولنا إلى حجم الكواكب والأقمار، يصبح التفكير فيما يتعلق بالأحجام البشرية أمرًا صعبًا.
يعد البروفيسور روب كريتندن، عالم الكونيات من جامعة بليموث، هو خبير في تكوين الكون ويدرس بعضًا من أكبر الهياكل الممكنة، وقال، إنه حتى هو يكافح من أجل الالتفاف حول اتساع الكون، مضيفا: “إن فهم مثل هذه المقاييس الضخمة أمر صعب، وربما يعتمد على الفرد”.
تعد الأرض كرة من الصخور والماء يبلغ قطرها 7917 ميلاً (2742 كم)، على الرغم من أن هذا قد يبدو كبيرًا جدًا، إلا أنه عندما نركز على النظام الشمسي، يتضح بسرعة مدى صغر حجمه حقًا.
تُظهر الرسوم البيانية للنظام الشمسي بشكل عام الكواكب مصطفة بدقة وقريبة إلى حد ما من بعضها البعض، الكواكب تظهر بهذه الطريقة فقط لأن إظهار مسافاتها الحقيقية أمر مستحيل في معظم الأشكال.
وحتى القمر، الذي يبدو قريبًا جدًا، يقع في الواقع على بعد 238855 ميلًا (384400 كيلومترًا) من الأرض، أي أكثر من 140 مرة أكبر من قطر الأرض، وفي الوقت نفسه، تبلغ المسافة بين الأرض والشمس 93 مليون ميل (150 مليون كيلومتر).
يبعد نبتون، آخر كوكب في النظام الشمسي، عن الشمس في المتوسط 2.8 مليار ميل (4.5 مليار كيلومتر)، وهي مسافة شاسعة جدًا لدرجة أن الضوء يستغرق أربع ساعات ليقطعها.
ولكن، عند الاستمرار في التصغير، يظهر حتى نظامنا الشمسي على أنه صغير جدًا حيث أن شمسنا ليست سوى جزء صغير من مجرة درب التبانة.
اكتشاف المزيد من موقع شبرون
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.