أخبار التقنية

العلماء يحققون فى أصل الحطام الصخرى على قمر “ميراندا”




يمتلك كوكب أورانوس 27 قمرا، أصغرها وأقربها إلى الكوكب يُسمى “ميراندا”، ويقل قطره عن 500 كيلومتر، حسبما نقلت RT.


ويتميز سطح ميراندا، الذي يُطلق عليه أيضا اسم “أورانوس الخامس”، بأنه غير عادي، حيث يضم مناطق ذات خليط جيولوجي من التضاريس المتكسرة لدرجة أن المرء قد يعتقد أن ميراندا مكون من  قطع ملتصق بعضها ببعض، وهذا الالتصاق يبدو غير متناسق.


وفي دراسة حديثة نُشرت في The Planetary Science Journal، قام باحثان بقيادة مركز كارل ساجان في معهد SETI في كاليفورنيا بالتحقيق في الأصل المحتمل لرواسب الريغولث أو الحطام الصخري على قمر أورانوس، ميراندا.


ويُعرَّف الريغولث بأنه طبقة غير متجانسة تغطي الصخور وتتألف من الغبار والتراب والصخور المتكسرة السميكة، وعادة ما يُشار إلى المادة السطحية على كل من القمر والمريخ بالريغولث أو الريوليت، على عكس التربة على الأرض، حيث أن التربة توفر العناصر الغذائية والمعادن الضرورية للنمو، في حين يمكن اعتبار الريغولث تربة ميتة.


وكان الغرض من هذه الدراسة هو تحديد الهيكل الداخلي لميراندا، وعلى الأخص الحرارة الداخلية، والتي يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان قمر ميراندا يأوي محيطا داخليا.


وقالت الدكتورة كلوي بيدنغفيلد، العالمة في مركز أبحاث ناسا “أميس”: “من غير المرجح أن يتمكن قمر ميراندا من الاحتفاظ بالمحيط الجوفي حتى يومنا هذا بسبب صغر حجمه. ومع ذلك، فإن طبقة الريغولث السميكة ستعمل مثل بطانية عازلة، تحبس الحرارة داخل ميراندا وتعزز طول عمر المحيط تحت السطحي لبعض الوقت. وهذه الحرارة المحبوسة من شأنها أن تعزز أيضا النشاط الداخلي لفترات أطول من الوقت في ميراندا، مثل النشاط الجيولوجي الذي شكل واحدا أو أكثر من إكليل ميراندا أو نظام الصدع العالمي“.


وحددت نتائج الدراسة ثلاثة مصادر محتملة لريغولث ميراندا السميك. أولا، يمكن تغطية القمر بالغبار بعد اصطدامه بجسم كوني كبير، ما أدى إلى إخراج كمية كبيرة من المادة، التي استقرت لاحقا في طبقة متساوية السمك والمواد على السطح. ومع ذلك، على الجانب المرئي من القمر، لا توجد آثار لمثل هذا التصادم الكبير، ولذلك لن يكون من الممكن تأكيد أو دحض هذه الفرضية بعد.


وثانيا، يمكن أن تكون البراكين الجليدية مصدر الثرى خلال الفترة التي كان فيها ميراندا أكثر نشاطا من الناحية الجيولوجية.


والمصدر الثالث، والأكثر ترجيحا، هو أن قمر ميراندا “التقط” الغبار من الفضاء الخارجي المحيط. ويمكن أن يكون مصدر الغبار هو اصطدام أورانوس بجسم كوني كبير، وبعد ذلك تشكلت سحابة كبيرة من الحطام الصغير.


وقالت الدكتورة بيدنغفيلد: “إذا كانت المواد من حلقات أورانوس هي المصدر الأساسي لريغولث ميراندا، فقد يشير ذلك إلى أن ميراندا تشكَّل من مادة الحلقة و/ أو أن ميراندا هاجر عبر الحلقات في تاريخه المبكر. وفي هذه السيناريوهات، قد تكون حلقات أورانوس أكثر سمكا في الماضي. ومع ذلك، هناك حاجة إلى عمل نمذجة في المستقبل لاستقصاء هذه الاحتمالات بشكل أكبر“.


اكتشف قمر ميراندا لأول مرة في 16 فبراير 1948، من قبل جيرارد بي كويبر في مرصد ماكدونالد في غرب تكساس، ولم تزره سوى مركبة الفضاء “فوياجر 2″، التابعة لناسا في عام 1986. وكشف هذا اللقاء القريب عن عالم فوضوي ومثير للاهتمام مؤلف من الحفر والوديان والصدوع عبر سطحه، مع استمرار العلماء حتى يومنا هذا في مناقشة العمليات الكامنة وراء السمات المثيرة للاهتمام للقمر الصغير.


وتشدد الورقة البحثية الجديد على أن دراسات المتابعة مطلوبة لفهم الاحتمالات المرجحة بشكل أفضل، بخلاف رواسب حلقة أورانوس، لريغولث ميراندا السميك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى